استعرض الممثل البريطاني الشهير جيم برودبنت في مقال له بصحيفة The Independent تجربة شخصية مؤثرة قادته إلى المغرب، حيث التقى عن قرب بالحيوانات العاملة، خاصة الحمير، واطلع على الدور الإنساني الذي تؤديه منظمة SPANA في رعايتها.
وكتب برودبنت أن علاقته بهذه الجمعية بدأت منذ التسعينات، متأثرًا بصداقة جمعت والده، النحات، مع نينا هوصالي، المؤسسة المشاركة للجمعية سنة 1923 إلى جانب والدتها. وأشاد بجرأة السيدتين في خوض رحلات ميدانية عبر شمال إفريقيا في زمن لم يكن فيه ذلك مألوفًا، خصوصًا بالنسبة للنساء.
وأضاف أنه في عام 2006، قرر مع زوجته أناستازيا زيارة المغرب، ليشهد عن قرب على استمرار جهود SPANA في تقديم الرعاية البيطرية للحيوانات، وتوعية أصحابها بأهمية الرفق بها. وعبّر عن انبهاره بمراكز العلاج، والعيادات المتنقلة التي تخدم المناطق النائية.
واستعرض الكاتب الفروق الكبيرة بين بيئة الحيوانات في الريف الإنجليزي، حيث نشأ وسط مزارع الألبان والحيوانات المحظوظة بالعناية والطقس المعتدل، وبين ما شاهده في المغرب من ظروف قاسية، حيث تسحب الحيوانات أثقالاً في درجات حرارة مرتفعة، وتعاني بسبب ندرة الماء وسوء أدوات العمل.
وأشار إلى أن أزمة المناخ عمّقت معاناة المجتمعات الفقيرة التي تعتمد على الحيوانات في جلب الماء، لا سيما في بلدان مثل المغرب الذي يعيش منذ ست سنوات جفافًا متواصلاً. وأضاف أن الحيوانات العاملة تُعد شريان حياة للكثير من الأسر، لكنها غالبًا ما تكون آخر من يحصل على المياه القليلة المتاحة.
وختم برودبنت مقاله بالدعوة إلى دعم مطالب جمعية SPANA في اليوم الدولي للحيوانات العاملة، داعيًا الحكومات إلى تطوير بنية مائية شاملة تأخذ بعين الاعتبار حاجة البشر والحيوانات معًا، وقال: "بعد أن رأيت كيف تصمد المجتمعات بفضل هذه الحيوانات، أعلن دعمي الكامل لهذه المطالب العادلة".
